الختانُ خصلةٌ من خِصال الفِطرة السَّليمة، يقول رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم [الفطرةُ خمسٌ: الخِتان والاِستِحداد ونتف الإبط وقصُّ الشَّارب وتقليم الأظفار] (رَواه البُخاري ومُسلِم).
والختانُ لغةً هو مَصدرُ خَتَن أي قَطَع؛ أمَّا الختانُ شرعاً فهو إزالةُ قطعةٍ من الجلد تغطِّي الحشفة، والحشفةُ هي رأسُ القَضيب عندَ الذكر.
وبذلك يتخلَّصُ الجسمُ من مَخبأٍ للأوساخ والجَراثيم والفطريَّات، والنَّجاسَة والرَّوائح الكَريهَة. وقد ثَبت في العَديد من الدِّراسات الطبِّية أنَّ التهاباتِ الجهاز البولِي في الذُّكور، صِغاراً وكباراً، تَزداد نسبتُها زيادةً ملحوظة في غَير المختونين، وأنَّ عدوى الأمراض المنقولَة جنسياً كالزُّهري والسَّيلان وحتَّى الإيدز تكون في غير المختونين أكثرَ بكَثير منها في المختونين. كما أنَّ الختان يُسهِّل على الذكر العناية بنَظافة القَضيب.
هذا فضلاً عمَّا هو معروفٌ منذ زمن بعيد من أنَّ ختانَ الذُكورَ يُقلِّل من سَرطان القَضيب عندَ الرِّجال ومن سرطان عنق الرَّحِم عندَ زوجاتهم. ومن هنا أصبحَ كثيرٌ من غير المُسلمين في الغَرب يُقدِمون على الاختتان لما يُحَقَّقه من هذه المنافِع الصحِّية.
أمَّا ختانُ الأنثى أو ما يُدعى الخِفاض فالأحاديث الوارِدَة فيه لم يصحُّ منها شيءٌ يدلُّ على الوُجوب، وهو يتفاوت ما بين قَطع جُزءٍ من حَشفة البظر عندَ الأنثى إلى تَشويهٍ شَديد في الأعضاء التناسليَّة للمرأة بقَطع الأشفار والبَظر أو ما يُدعى الخِفاضَ الفرعونِي. ولهذا النَّوع الأخير مُضاعفاتٌ سيِّئة يلخِّصها الأطبَّاء فيما يلي:
(1) تَشويه شَديد للعُضو يترك آثاراً سيِّئة على المرأة، كالشُّعور بالاكتِئاب والتوتُّر والقلق.
(2) إِضعاف المتعَة الجنسيَّة عندَ المرأة، وهذا ما قد يُفسِد الحياةَ الزَّوجيَّة بين الزَّوجين.
(3) قد يؤدِّي هذا الخِتان إلى التلوُّث ودخول الجَراثيم إلى حوض المرأة بالآلات غير المعقَّمة التي يَستخدِمها الجهلةُ في أماكِن غير صحِّية.
(4) قد يكون هذا الخِتانُ سَبباً في العُقم أو صعوبَة الولادة.
(5) قد يترك هذا الخِتانُ آثاراً سلبيَّة على الجهاز البَولي عندَ المرأة.
وبناءً على ما تقدَّم، أصبحَ واضِحاً أنَّ ختان الأنثى ليس من الشَّرع الإسلامي في شيء، ولا هو بواجبٍ ولا بسنَّة. وهذا ما ذهبَ إليه أكثرُ العُلماء. وحتَّى العلماء الذين أجازوا ختانَ الأنثى، لم يُقرُّوا مَشروعيةَ الأنواع الجائِرَة منه.