للمرأة خصوصيَّتها في الحج, فقد تكون في أثناء الحج حاملاً, أو تأتيها الدورةُ الشهرية, أو تعاني بحكم تكوينها الجسماني من مشقَّة زائدة في الحج, وقد سمَّاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم "الجهادَ الذي لا شوكةَ فيه".
وفيما يلي نتناول بعضَ ما تودُّ المرأةُ معرفتَه عن صحَّتها في الحج.
الدورة الشهرية
تفضِّل كثيرٌ من النساء المُقبِلات على الحج استخدامَ حبوب منع الدورة الشهرية, حتَّى يَتمَكنَّ من تأدية المناسك مع الأقارب والرفقة.
وحبوبُ منع الدورة أنواع:
1. حبوب منع الحمل: سواءٌ أكانت من النوع الذي يحتوي على هرمونين هما البروجستوجين والأستروجين, أو كانت من النوع الذي يحتوي على هرمونٍ واحد وهو البروجستوجين.
2. هرمونات منظِّمة للدورة: وهي لا تُستخدَم لمنع الحمل.
كيفية الاستعمال
- لابدَّ من استشارة الطبيبَة قبلَ الذهاب للحج بوقتٍ كاف (كحد أدنى 7 أيَّام) للتأكُّد من كيفية استعمال الحبوب.
- إنَّ الهدفَ من هذه الأدوية هو منع نزول الدم, ولهذا يجب أن تُؤخَذ يومياً, في الوقت نفسه وبالجرعة المحدَّدة نفسها, حتَّى تنتهي المناسك.
- في حالة حدوث تقيُّؤ أو إسهال بعدَ أقلَّ من 3 ساعات على تناول القرص, يجب أخذُ قرص آخر.
يُمنَع استعمالُ هذه الحبوب في الحالات التالية:
- إذا كانت المرأةُ حاملاً.
- في حالة وجود نزف غير معروف السَّبب.
- إذا كانت المرأةُ مصابةً أو قد أُصيبَت في السابق بأحد الأمراض التالية:
جلطات الأوردة والشرايين, احتشاء عضلة القلب, السَّكتة الدماغية, أورام الثدي, أورام الغدَّة النخامية, سوء الامتصاص المعوي, السكَّري المصحوب بأمراض في الأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم أو هبوط وظائف القلب.
- استخدام بعض العقاقير مثل الرِّيفامبيسين.
هناك مشكلاتٌ صحِّية لا تمنع من استعمال حبوب منع الدورة, ولكن تحتاج المرأة معها إلى مزيد من الاحتياط والحذر, وهي:
- الصُّداع النصفي (الشقيقة).
- قلَّة الدورة الشهرية.
- الاكتئاب النفسي.
هل لهذه الحبوب تأثيراتٌ جانبية؟
تختلف التأثيراتُ الجانبية باختلاف مدَّة الاستعمال,
ولكنَّ أهمَّ التأثيرات التي قد تحدث في فترة الحج:
- الغثيان والقيء.
- الصُّداع.
- نزول الدم بشكل متقطِّع.
- آلام مُصاحبة للدورة.
- آلام في الثدي.
- تغيُّرات في المزاج والعصبيَّة.
حجُّ المرأة الحامل
يعدُّ الحجُّ رحلةً شاقَّة, تتطلَّب مجهوداً كبيراً, قد يعرِّض المرأةَ الحامل وطفلها لأخطار كثيرة, من أهمِّها الولادةُ المبكِّرة واحتياج الطفل إلى العناية المركَّزة, وتعرُّضها للعدوى بسبب نقص المناعة لديها والازدحام الشديد. ونحن عموماً لا ننصح الحاملَ بأن تحجَّ, لكن قد تُضطرُّ المرأةُ للحج في أثناء الحمل بسبب المحرم أو لغير ذلك من الأسباب (كما ورد عن إحدى الصحابيَّات أنَّها حجَّت وهي حامل, وأنجبت مولودَها في أثناء الحج)؛ فحينها ننصحها باتِّخاذ عدد من الاحتياطات الصحِّية لتجنُّب هذا الخطر.
نصائح صحِّية للحامل قبل الحج
- على الحامل أن تستشيرَ الطبيبةَ المختصَّة, حتَّى تعرفَ إمكانيةَ سفرها للحجِّ دون حدوث أيَّة مضاعفات صحِّية.
- على السيِّدة الحامِل أن تأخذَ معها كلَّ الأدوية الضرورية، وبالقدر الذي يكفيها حتَّى الفراغ من الحج.
- على الحامِل أن تحرصَ على ارتداء الملابس القطنية الواسعة, حتى لا تتعرَّض للتعرُّق الذي يفقدها الكثيرَ من السوائل.
ولكن، على الحامل عدم الذهاب للحج في الحالات التالية:
- إذا كان لديها تاريخٌ مرضي لولادات مبكِّرة.
- وجود نزف مصاحب للحمل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تقلُّصات مبكِّرة, قد تؤدِّي إلى ولادة مبكِّرة.
- نزول في المشيمة.
نصائح صحِّية للحامل في أثناء رحلة السفر
إذا قرِّرت الحاملُ السفرَ، فإنَّ عليها أن تقومَ بالخطوات التالية:
- تحريك السَّاقين في أوضاع مختلفة خلال الجلوس على المقعد لتجنُّب الجلطات الوريدية.
- المشي كلَّ ساعة أو ساعتين داخل الطائرة أو الباص. وإذا كانت مسافرةً بسيَّارة خاصَّة، فيُفضَّل التوقُّفُ كلَّ ساعتين لتتمكَّن من المشي ولو قليلاً.
- تناول كمِّية كافية من السوائل.
نصائح صحِّية للحامل في أثناء الحج
قد تُصاب الحاملُ بالجفاف نتيجةَ التقيُّؤ المستمر, خاصَّة إذا كان الحملُ في بدايته, وربَّما تعرَّضت للإجهاض في بداية الحمل بسبب الإجهاد والزحام. ولهذا:
- يجب على المرأة الحامل الخلود للراحة بقدر الإمكان في أثناء تأدية المناسك, وتجنُّب الازدحام والأوضاع التي تؤدِّي إلى ضغط جسمها بشدَّة, وذلك باختيار أوقات مناسبة لتأدية المناسك.
- على المرأة الحامل الحرص على تناول السوائل بكثرة، وتجنُّب الحرارة الشديدة.
يجب على الحامل التوجُّه فوراً لأقرب مركز صحِّي إذا شعرت بأحد الأعراض التالية:
- حدوث نزف أو ظهور سوائل مهبلية.
- صُداع شديد مصاحب لتشوُّش في النظر.
- تقلُّصات شديدة في البطن.
- ارتفاع درجة الحرارة.