تُشكِّل الشَّكاوى الصحِّية الشائعة، مثل نزلات البرد والسُّعال والصُّداع، كثيراً من الحالات التي يُراجع بها الناس أطبَاءَهم.
ولكن، يمكن معالجةُ الكثير من هذه الحالات بشكل أسرع وبالكفاءة نفسها في المنـزل، من خلال الرعاية الذاتية والأدوية التي تُصرَف من دون وصفة طبِّية ويمكن شراؤُها من الصيدليَّات أو مراكز التسوُّق.
وفيما يلي أهمُّ عشر حالات تُمثِّل 75٪ من زيارات الطبيب لمعالجة مشاكل بَسيطة.
1. آلام الظهر.
2. التهاب الجلد.
3. حرقة المعدة (اللَّذع) وعسر الهضم.
4. احتقان الأنف.
5. الإمساك.
6. الصُّداع النِّصفي (الشَّقيقة).
7 السُّعال.
8 حَبُّ الشباب أو العُدُّ.
9. التواء المفاصِل والوثي.
10. الصُّداع.
ويمكن إيجادُ أكثر المعالجات فعَّالية للتعامل مع كلِّ هذه الحالات في المنـزل. كما يمكن الحصولُ على المشورة بشأن طلب المساعدة من مقدِّم الرِّعاية الصحِّية.
ربَّما يعاني واحد من كلِّ خمسة أشخاص يزورون الطبيبَ في السَّنة الواحدة من آلام الظهر. ولكن، يمكن معالجةُ معظم حالات آلام الظهر بأدويةٍ تُعطى من دون وصفةٍ طبِّية وبطرق الرِّعاية الذاتية.
نَصائح للرِّعاية الذاتية:
● يمكن استخدامُ دواء الباراسيتامول paracetamol أو الإيبوبروفين ibuprofen لتخفيف الألم.
● كما أنَّ استعمالَ الكمادات الساخنة أو الباردة، والمتوفِّرة في الصيدليَّات الكبيرة، يمكن أن يفيدَ أيضاً في تخفيف الألم.
● ويمكن أن يُحضِّرَ المريضُ كمادات باردة بنفسه من خِلال لفِّ كيس من الطعام المجمَّد أو الماء البارد في مِنشفَة.
● وضع وسادة صغيرة تحت الركبتين خِلال النَّوم على الجانب، أو استخدام عدَّة وسائد متينة لدعم الركبتين عندَ النوم على الظهر؛ وهذا ما قد يخفِّف الأعراض.
● من المهمِّ المحافظة على الحركة، في حدود المعقول، من خلال الاستمرار في الأنشطة اليومية، بما في ذلك العمل.
● المحافظة على الإيجابية والثقة بالنفس، حيث تُظهِر الدراسات أنَّ ذلك من المحتمل أن يسرِّعَ الشفاءَ والتعافي.
لكن، إذا لم ينفرجَ أو يتحسَّن الألمُ بعدَ أسبوعين من الرعاية الذاتية أو أكثر، فلابدَّ من مراجعة الطبيب.
يحدث التهابُ الجلد، والذي يتضمَّن حالاتٍ مثل الإكزيمة الخفيفة، عندما يحصل تماسٌ بين الجسم ومادَّة مهيِّجة للجلد أو مسبِّبة للحساسيَّة.
نَصائحُ للرعاية الذاتية:
● تَجنُّب الخدوش؛ فالخدوشُ قد تضرُّ بالبشرة، وتسمح للجراثيم بالدخول فيها، ممَّا يؤدِّي إلى العدوى.
● محاولة التعرُّف إلى مسبِّبات التهيُّج أو الحساسيَّة، وتَجنُّبُ ملامستها أو التعرُّض لها.
● يمكن أن تساعدَ الكريماتُ أو الرُّهيماتُ المرطِّبة، والتي تُدعى المطرِّيات emollients، على تهدئة التهاب الجلد الخفيف؛ وهي متوفِّرةٌ في الصيدليات.
إذا بقيَ الطفحُ حتَّى بعدَ استخدام طرق الرعاية الذاتية، فلابدَّ من مراجعة الطبيب.
تعدُّ الشكاوى في الجهاز الهضمي، مثل عُسر الهضم والحرقة والانتفاخ، شائعةً جداً. ولكن، يمكن معالجتُها عادةً بإجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة وبمعالجات تُصرَف من دون وصفة طبِّية.
نصائح للرعاية الذاتية:
● بالنسبة لتخفيف الألم على المدى القصير، يوصي الصيدلانِيُّ بالأدوية المضادَّة للحموضة.
● يمكن أن يسهمَ النظامُ الغذائي والوزن الزائد والتدخين والكحول والنوم على معدةٍ ممتلئة في حدوث عُسر الهضم.
● يمكن تدوينُ أيِّ طعام أو شراب يبدو أنَّه يجعل عسرَ الهضم أسوأ، مع محاولة تجنُّب هذه المواد. وهذا ما قد يعني تناولَ أطعمة أقلَّ غنى بالدهون والتوابل، والتوقُّف عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي والكولا.
يستمرُّ ألمُ البطن الخفيف يومين إلى أربعة أيَّام عادة. أمَّا إذا استمرَّ الألمُ أكثرَ من ذلك، فيجب مراجعةُ الطبيب.
في معظم الحالات، يزول انسدادُ الأنف في غضون بضعة أيَّام من دون معالجة بمجرَّد تَغلُّب الجسم على العدوى الكامنة؛ فإذا أُصيب الشخصُ بفيروس، مثل نزلة البرد أو الأنفلونزا، يمكن للطبيب أن يقدِّمَ شيئاً ما مفيداً أكثر ممَّا يمكن أن يقدِّمَه الصيدلانِي.
نصائح للرعاية الذاتية:
● يمكن أن تفيدَ مضادَّاتُ الاحتقان decongestants التي تُعطى من دون وصفة طبِّية في تخفيف انسداد الأنف عن طريق الحدِّ من تورُّم الأوعية الدموية في الأنف.
● قد يُخفِّف استنشاقُ البخار من وعاء يحتوي على ماء ساخن (ولكن لا يغلي) من تراكم المخاط في الأنف، ويساعد على تَمييعه. وبإضافةِ بِلَّورات المِنتول menthol crystals أو زيت الكافور إلى الماء، يمكن أن يخفِّفَ ذلك من شدَّة النَّزلات والانسداد الأنفي.
لكن، يجب ألاَّ تُستخدَمَ مُضادَّاتُ الاحتقان لأكثر من خمسة إلى سبعة أيَّام في كلَّ مرة، لأنَّها لا تؤدِّي إلاَّ إلى تَحسُّن قصير الأجل؛ واستخدامُها لفترة أطول يمكن أن يجعلَ الأعراض تزداد سوءاً. وإذا استمرَّت الأعراض، فلا بدَّ من مراجعة الطبيب.
إذا كان لدى الشخص صعوبةٌ في التبرُّز، يمكن أن يكونَ تغييرُ النظام الغذائي هو كل ما يحتاج إليه لمعالجة الإمساك من دون تناول الأدوية.
نصائح للرعاية الذاتية:
● إذا كان لدى الشخص إمساكٌ يسبِّب الألم، يمكنه تناول مسكِّن للألم، مثل الباراسيتامول.
● يمكن إضافةُ المزيد من الألياف إلى النِّظام الغذائي، مثل الفواكه والخضروات والمعكرونة والخبز المصنوع من الحنطة الكاملة والبذور والمكسَّرات والشوفان.
● يجب التأكُّدُ من تناول ما يكفي من المياه الصَّالحة للشرب؛ مع تجنُّب تناول الكحول، والتقليل من الكافيين والمشروبات الغازية.
● تقلِّل ممارسةُ الرياضة بشكلٍ منتظم من احتمال الإصابة بالإمساك إلى حدٍّ كبير.
● إذا لم يتحسَّن الإمساكُ بتغيير النظام الغذائي ونمط الحياة، يمكن أن يجرِّبَ الشخصُ أحدَ المليِّنات عن طريق الفم، وهي متوفِّرةٌ في الصيدليَّات والأسواق.
إذا لم تتحسَّن الحالةُ بالمليِّنات التي تُعطى من دون وصفة طبِّية، فلابدَّ من مراجعة الطبيب؛ فقد ينصح بتناول المليِّنات بشكلٍ منتظم، ولكن ينبغي أن يكونَ ذلك تحت إشرافه دائماً.
الصُّداعُ النِّصفيُّ هو صُداعٌ متكرِّر، وهو شديدٌ بما يكفي لإعاقة استمرار الحياة اليومية. وليس هناك دواءٌ شافٍ للشقيقة.
نصائح للرعاية الذاتية:
● تعدُّ المسكِّناتُ التي تُعطى من دون وصفة طبِّية أوَّلَ معالجة للشقيقة عادة؛ وهي أكثر فعَّالية إذا ما أُخِذت عندَ ظهور البوادر الأولى لهجمة الصداع النصفي.
● تكون الأدويةُ المضادَّة للالتهاب، مثل الإيبوبروفين، مسكِّناتٍ أكثرَ فعَّالية بالنسبة لبعض الناس.
● يمكن شراءُ الأدوية المركَّبة، والتي تحتوي على مسكِّنات وأدوية مضادَّة للغثيان والدوار للصداع النصفي، من دون وصفة طبِّية.
إذا كان الصداعُ النصفي شديداً، فقد يحتاج المريضُ إلى دواء مُحدَّد للصُّداع النصفي أقوى تأثيراً، وهو لا يتوفَّر إلاَّ بموجب وصفة طبية فقط.
يزول
يتكوَّن حبُّ الشباب من بقع ونتوءات مؤلمة على الجلد؛ وأكثر ما يُلاحظ على الوجه، ولكن يمكن أن يظهرَ على الكتفين والظهر والأرداف أيضاً.
نصائح للرعاية الذاتية:
● يجب تجنُّبُ وخز أو عصر البقع، لأنَّ ذلك يمكن أن يسبِّبَ الالتهابَ، ويؤدِّي الى ظهور ندبات.
● يجب استخدامُ غَسول خفيف للوجه، والذي يمكن شراؤه من الصيدلية.
● ليس هناك أيُّ دليل على أنَّ وضعَ الماكياج أو أنَّ بعضَ الأطعمة، مثل الأطعمة المقلية أو الشوكولاته، يمكن أن تسبِّبَ أو تُفاقِم حبَّ الشباب.
● ينجم حبُّ الشباب عن تراكم الجراثيم على الجلد. ولذلك، كلَّما قلَّ لمسُ الشخص للجلد، قلَّ انتشارُ الجراثيم عليه.
● يُعالجُ حبُّ الشباب الخفيف باستخدام المواد الهلامية أو الكريمات، مثل بيروكسيد البِنـزويل benzoyl peroxide. ولكن يمكن سؤالُ الصيدلاني للحصول على المشورة.
إذا لم تتحسَّن الحالةُ بالأدوية المعطاة من دون وصفةٍ طبِّية، فهناك معالجاتٌ متوفِّرة بموجب وصفة طبِّية. ويمكن للطبيب أن يقيِّم مدى سوء حبِّ الشباب ومناقشة الخيارات مع المريض.
يمكن معالجةُ معظم حالات التواء المفاصل والوثي الخفيفة والمعتدلة في المنـزل باستخدام طريقة الحماية والراحة واستخدام الثلج والضغط والرفع.
نصائح للرعاية الذاتية:
طريقةُ الحماية والراحة واستخدام الثلج والضغط والرفع.
● خلال أوَّل 72 ساعة بعدَ الوثي أو التواء العضلات، يجب تجنُّبُ الحرارة، مثل الحمَّامات الساخنة، وتجنُّب الكُحول (دائماً) والجري والتدليك.
● يجب المحافظةُ على حركة المفصل المصاب بالالتواء، إلاَّ إذا كان لدى المصاب التواءٌ شديد في الكاحل، بسبب أنَّ الإصابةَ سوف تلتئم بشكلٍ أسرع إذا جرى تحريكُ المفصل في أقرب وقت ممكن.
● إذا كان المُصابُ يشعر بألم نتيجة الوثي أو الالتواء، يمكن استخدامُ الباراسيتامول في المقام الأوَّل. وإذا لم يساعد الباراسيتامول على ذلك، قد تكون هناك حاجةٌ إلى مسكِّن للألم أقوى، مثل الكوديين codeine، والذي لا يتوفَّر إلاَّ بموجب وصفة طبِّية.
يعتمد طولُ زمن التعافي من الالتواء أو الوثي على شدَّة الإصابة. ويجب طلبُ المعالجة الطبِّية فوراً إذا بدا المفصل مختلفاً عن المعتاد، أو كان من الصعب أو المستحيل تحريكه، أو كان المصابُ يشعر بخدرٍ أو وخز.
معظمُ حالات الصداع ليست مهدِّدة للحياة، ونشعر بالارتياح عادةً عن طريق الأدوية، أو تغيير نمط الحياة، أو طرق الاسترخاء.
نصائح للرعاية الذاتية:
● لتخفيف الألم، يفيد الباراسيتامول بشكلٍ جيِّد عادةً في تخفيف الصُّداع من نوع الصُّداع التوتُّري tension-type headache. ومن الأفضل تَناولُ جرعةٍ كاملة بمجرَّد أن يبدأ الصداع. كما يمكن أن تؤخذَ جرعةٌ ثانية بعدَ أربع ساعات إذا لزم الأمر.
● يمكن للمسكِّنات المضادَّة للالتهاب، مثل الإيبوبروفين، أن تكونَ أكثرَ فعَّالية من الباراسيتامول لدى بعض الناس.
● يُفضَّل شربُ الكثير من السوائل غير الكحولية، وتجنُّبُ المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل القهوة والكولا.
تشفى معظمُ حالات الصُّداع في غضون ساعات قليلة. ومع ذلك، يجب الاتِّصالُ بالطبيب أو مقدِّم الرعاية الصحِّية إذا ظهرت أعراضٌ جَديدة، أو تفاقمَ الصداع، أو كان الشخصُ قلقاً أو لا يزال في حاجة إلى مزيد من المشورة.