الفَرقُ بين الجِسْمِ والجَسَدُ والبَدَن
img1
- الجسمُ body (corps, corpus) (جمعُه أَجْسام وجُسُوم) اسمٌ عام يقع على الجِرْم والشَّخْص والجَسَد وما بسَبيل ذلك، والشيءُ أعمُّ لأنَّه يقع على الجسم وغير الجسم.
- الجَسَدُ soma (جمعُه أَجْساد) يُفيد الكثافَة، ويُقال إنَّه سُمِّي جَسداً لما فيه من الدَّم، فلِهذا خُصَّ به الحيوانُ، فيُقال جسدُ الإِنْسان وجسدُ الحِصان، ولا يُقال جَسدُ الخَشَبة. وجِسْمُ الإنسان كلُّه جَسَد.
- البَدَنُ (جمعُه أَبْدان) هو ما عَلا من جَسَد الإنسان. ويُقال لمن قُطِع بعضُ أطرافه إنَّه قُطِع شيءٌ من جَسَده، ولا يُقال شيءٌ من بَدنِه. ولمَّا كان البَدنُ هو أعلى الجَسَد وأغلظُه قِيل لمن غَلُظ من السِّمَن قد بَدُنَ، وهو بَدينٌ، والاسم بَدانَة obesity (obesitas, polypionia, polysarcia, adiposis, adipositas, adiposity, pimelosis). ولذلك، يُطلَق على المصطلَح physiopsychic لفظة "جَسَدي نفسي" وليسَ "بدنِي نَفْسي"، وعلى المصطلَح physical "جَسَدي" وليس "بَدنِي".
الفَرقُ بين الوَجعُ والألم
الوَجعُ ache (جمعُه أَوْجاع) أَعمُّ من الأَلَم dolor (pain) (جَمعُه آلام)؛ وكلُّ أَلَمٍ هو ما يُلحِقه بك غيرُك، والوجعُ ما يَلحقُك من قِبَل نفسك ومن قِبَل غيرك، وربَّما استُعمِل أَحدُهما في مَوْضِع الآخر.
الفَرقُ بين بين الطَّمْث والحَيْض
الحَيْضُ menstruation (metremia, terms, regel) هو فترةُ الدَّورة الشَّهريَّة لدى المرأة، أمَّا الطَّمثُ menstruum فهو دمُ الحَيْض.
قال تَعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ}؛ {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}.
الفَرْقُ بين البَصَر والبَصيرَة
البَصَرُ sight هو النَّظرُ بالعَين؛ والبَصيرَة هي النَّظرُ بالقلب insight أي العَقل.
الفَرْقُ بين العَمَى والعَمَه
- العَمَى blindness (ablepsia, ablepsy, anopia, anopsia, caecitas) عو انعدامُ أو فقدان القُدرة على الرؤية بالعينين.
- أمَّا العَمَه agnosia (agnea, pragmatagnosia) فهو العَجْزُ عن إِدراك مُنَبِّهٍ حِسِّيٍّ أو تَعذُّر الإدراك، وهو عَمَى القلب. والعَمى هو عكسُ البَصَر، والعَمَه هو عَكسُ البَصيرَة.
الفَرْقُ بين الرُّؤية والبَصَر والنَّظر
- البَصَرُ sight اسمٌ للرُّؤية؛ وربَّما يَجْري البصرُ على العين الصَّحيحة مَجازاً، ولا يَجْري على العَين العَمْياء، فيدلُّ هذا على أنَّه اسمٌ للرُّؤية؛ ويُسمَّى العِلمُ بالشيء إذا كان جلياً بَصَراً، يُقال لك فيه بصرٌ يُراد أنَّك تعلمه كما يَراه غيرُك. والعينُ هي آلةُ البَصَر.
- النَّظر seeing (looking, considering, believing) طلبُ معرفة الشَّيء من جهة غيره ومن جهته أو طَلب الهُدَى، أو طلبُ إدراك الشَّيء من جهة البصر أو الفكر، ويَحْتاج في إدراك المعنى إلى الأمرين جميعاً، كالتأمُّل والفِكر؛ وأصلُ النَّظر المقابلة، فالنظرُ بالبصر الإقبال نحو، والنظرُ بالقلب الإقبال بالفِكْر نحو المفكَّر فيه، ويكون النَّظر باللمس ليُدرى اللِّين من الخشونة، والنظرُ إلى الإنسان بالرحمة هو الإقبال عليه بالرَّحمَة، والنَّظر من الملك لرعيَّته هو إقباله نحوهم بحسن السياسة. وإذا قُرِن النَّظر بالقلب فهو الفِكرُ في أحوال ما يُنظَر فيه، وإذا قُرِنَ بالبصر كان المراد به تَقْليب الحدقة نحو ما يُلتَمس رؤيته مع سلامة الحاسَّة.
- الرُّؤية vision (visus) هي تَحقُّق البَصَر أو الإِبْصار إلى ما هو مَوجود. والرُّؤيةُ في اللغة على ثلاثة أَوجُه:
= أَحدهما العِلم، وهو قَولُه تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً _ وَنَرَاهُ قَرِيباً}، أي نَعلمُه يومَ القيامة، وذلك أنَّ كلَّ آتٍ قَريبُ.
= والآخر بمعنى الظنِّ، وهو قَولُه تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً _ وَنَرَاهُ قَرِيباً} أي يَظنُّونه، ولا يكون ذلك بمعنى العِلْم لأنَّهم لا يجوز أن يكونوا عالِمين بأنَّها بَعيدَة، وهي قريبةٌ في عِلْم الله، واستعمالُ الرُّؤية في هذين الوجهين مَجازٌ. ومن هنا جاءت في مُصْطَلحات النَّحويين: رأى القلبيَّة ورأى البَصَريَّة؛ فرأى البَصَريَّة هي ما تَراه بالعَين، ورأى القلبيَّة هي ما تَشْعر به في داخلِك.
= والثَّالِث رُؤيةُ العين وهي حَقيقَة.
وخُلاصَة القَوْل ما يلي: النَّظر هو تَمحيص الشَّيء، يقولون سأنظر في الأمر أي سأفكِّر فيه؛ فإذا كان النَّظرُ بالعين فهو بصرٌ، أي استِعمال العين في رؤية الأشياء؛ وإذا تمَّ فعلُ البصر، فهي رؤية. وقد وردَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في رياض الصَّالحين على لسان الصَّحابِي حَنْظَلة [..... كان يُحَدِّثنا عن الجنَّة والنَّار كأنَّنا نراهما رأيَ العين ...].
الفَرَقُ بين الصَّلَع والقَرَع
- الصَّلَع baldness (calvities, leipotrichia, trichosis athrix) هو ذَهابُ الشَّعر أو تَساقطُه لسَببٍ وراثي أو داخِلي، ولا يمكن استِعادةُ هذا الشَّعر من تلقاء نفسه.
- أمَّا القَرَعُ trichomycosisfavosa (favus) فذَهَابُ الشَّعر لمرضٍ في الرَّأس أو الفَرْوة، وهو يَعودُ بمُعالجة هذا المَرَض، وهو دَاءُ الفُطْريَّاتِ الشَّعْرِيَّة القَرْعِيُّ.
الفَرْقُ بين الوَهَن والضُّعْف والضَّعْف
- الضُّعْفُ hypodynamia ضدُّ القوَّة، وهو من فِعْلِ الله تعالى. كما أنَّ القوَّةَ من فعلِه عزَّ وجلَّ، تقول خَلقَه اللهُ ضَعيفاً أو خَلقه قوياً؛ وفي القرآن {وخُلِقَ الإنسانُ ضَعيفاً}.
- الوَهْنُ أو الوَهَن adynamia (asthenia, hyposthenia) هو أن يَفعلَ الإنسانُ فعلَ الضَّعيف، وتَقول واهِن إذا أَخذَ فيه أخذَ الضَّعْف، ومنه قولُه تعالَى: {ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنوا وأنتم الأَعْلَون إن كنتُم مُؤْمنين}، أي لا تَفْعلوا أفعالَ الضُّعَفاء وأنتم أقوياء بفَضل الله، لذلك لا يُقال خلقَه اللهُ واهِناً، كما يقال خلقَه اللهُ ضَعيفاً. وقد يُستعمَل الضَّعْفُ مكانَ الوَهن مَجازاً في مثل قوله تعالى: {وما ضَعُفوا وما استَكانوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}. ويَجوز أن يُقالَ إنَّ الوهنَ هو انكِسارُ الحدِّ والخوف ونحوه، والضُّعْف نقصان القوَّة، والوَهنُ أشدُّ من الضُّعْف.
- الضَّعْفُ بالضمِّ يكون في الجسد خاصَّة، وهو من قَولِه تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً، يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}؛ أمَّا الضَّعْفُ بالفَتْح، فيَكون في الجَسَدِ والرَّأي والعَقل، يُقال في رأيِه ضَعْفٌ، ولا يُقال فيه ضُعْف، كما يُقال في جِسْمه ضُعْف وضَعْف.