عن جابر - رضي الله عنه - قال : أحدِّثكم ما حدَّثنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: {جاورتُ بَحراءَ شهراً؛ فلما قضيتُ جِواري، نزلتُ فاستبطنت بطنَ الوادي، فنُوديت فنظرتُ أمامي وخلفي وعن يميني وعن شِمالي فلم أرَ أحداً، ثمَّ نوديتُ فنظرتُ فلم أرَ أحداً، ثمَّ نوديت فرفعتُ رأسي، فإذا هو على العرش في الهواء ـ يعني جبريل عليه السلام ـ فأخذتني رجفةٌ شديدة، فقلتُ: دثِّرونِي، فدثَّروني وصبُّوا عليَّ ماءً}. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية: {فأتيتُ خديجةَ، فقلتُ: دثِّرونِي، وصُبُّوا عليَّ ماء بارداً}.
عن عَمرو بن شُعَيب، عن أبيه عن جدِّه {أنَّ رسولَ الله e كان يعلِّمهم من الفزع: أعوذ بكلمات الله التامَّة من غضبه، وعقابه، وشرِّ عباده، ومن همزات الشَّياطين، وأعوذ بكَ ربِّ أن يحضرون}. أَخرجَه أبو داود في الطبِّ، والترمذي، وأحمد في المسند، والحاكم، ورجالُه ثقات.
ويقولُ ابنُ القيَِّم في كتابه "الطبِّ النبوي": وأمَّا تأثيرُ الاستغفار فى دفع الهَّمِّ والغَمِّ والضِّـيق، فلِمَا اشترَكَ في العلم به أهلُ الملل وعقلاءُ كُلِّ أُمة أنَّ المعاصيَ والفسادَ تُوجب الهَمَّ والغَمَّ، والخوفَ والحُزن، وضيقَ الصدر.
ويقولُ: فَاتِحَةُ الكِتاب: وأُمُّ القرآن، والسبعُ المثاني، والشفاءُ التام، والدواءُ النافع، والرُّقيةُ التامَّة، ومفتاح الغِنَى والفلاح، وحافظةُ القوة، ودافعةُ الهمِّ والغَمِّ والخوف والحزن لمن عَرفَ مقدارَها وأعطاها حقَّها، وأحسنَ تَنـزيلها على دائه، وعَرَفَ وجهَ الاستشفاء والتداوى بها.
وروى الترمذيُّ في "جامِعه" عن بُرَيدةَ قال: {شكى خالدٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم، فقال : يا رسولَ الله، ما أنام الليلَ مِن الأرَقِ، فقال النيىُ صلَّى الله عليه وسلم: {إذا أوَيتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُل: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَواتِ السَّـبع وَمَا أظَلَّت، ورَبَّ الأرَضِينَ، وَمَا أَقَلَّت، وربَّ الشَّيَاطينِ وما أضَلَّت، كُن لِي جاراً مِن شَرِّ خَلقِكَ كُلِّهِم جَميعاً أن يَفرُطَ علىَّ أحدٌ مِنهُم، أَو يَبغىَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُك، وجَلَّ ثَنَـاؤُكَ، ولا إلهَ غَيرُك}.
{وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ، فَزِعَ إلى الصَّلاةِ}.
كما جاءَ في مُسندِ الإمام أحمد {أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزنه أَمر، فزعَ إلى الصَّلاة، وقد قال تعالى: {وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاَةِ} [البقرة: 45].